فى اكثر من سوره فى القرأن الكريم ورد ذكر قارون الذى اتاه الله من المال الوفير لدرجه ان مفاتيح حجرات الكنوز يصعب حملها على الرجال الاشداء و لمن لا يعلم مصدر ثراء قارون .. فقد طلب من سيدنا موسى عليه السلام أن يدعو الله له أن يرزقه مالاً كثيراً .. فرزقه الله علماً فريداً وهو علم الكيمياء استطاع به تحويل التراب إلى ذهب
في سورة العنكبوت، وغافر، وورد ذكر القصة بتفصيل أكثر في سورة القصص الآيات 76-82.
قال تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
( إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (76) وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77) قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ القُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ (78) فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (79) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ (80) فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ (81) وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (82) تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِين َ)
صدق الله العظيم
كان قارون من قوم سيدنا موسى و قد آتاه الله من الغنى والكنوز والثراء الكثير و قد اتبع الهوى ولم يؤمن برساله سيدنا موسى ويحدثنا الله عن كنوز قارون فيقول سبحانه وتعالى إن مفاتيح الحجرات التي تضم الكنوز، كان يصعب حملها على مجموعة من الرجال الأشداء و لكن قارون بغى على قومه و كان فاسدا وكان العقلاء من قومه ينصحوه بالقصد والاعتدال و يحذروه من الفرح الذي يؤدي بصاحبه إلى نسيان من هو المنعم بهذا المال، وينصحونه بالتمتع بالمال في الدنيا، من غير أن ينسى الآخرة، فعليه أن يعمل لآخرته بهذا المال. ويذكرونه بأن هذا المال هبة من الله وإحسان، فعليه أن يحسن ويتصدق من هذا المال، حتى يرد الإحسان بالإحسان. ويحذرونه من الفساد في الأرض، بالبغي، والظلم، والحسد، والبغضاء، وإنفاق المال في غير وجهه، أو إمساكه عما يجب أن يكون فيه. فالله لا يحب المفسدين.
فرد قارون عليهم بغرور (قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي) وخرج قارون ذات يوم على قومه، بكامل زينته، فطارت قلوب بعض القوم، وتمنوا أن لديهم مثل ما أوتي قارون فرد عليهم من سمعهم من أهل العلم والإيمان: ويلكم أيها المخدوعون، احذروا الفتنة، واتقوا الله، واعلموا أن ما عند الله خير مما عند قارون.
فبلغت فتنة الزينة ذروتها و تتدخل القدرة الإلهية لتضع حدا لها فيأتى العقاب (فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ) فتخسف به الأرض و بداره (أملاكه)
فى الفيوم بمصر توجد بحيرة قارون التي يقال ان موقعها هو موقع هذه الواقعه و يوجد ايضا قصر قارون !
رحله داخل قصر قارون
3 طوابق .. و 336 غرفة هى مساحه القصر فلم يُخسف الدار كله فبقية الدار تركها الله عبرة للناس والبقية الأخرى تم ترميمها كي يصلح للزيارة وقد خُسف معه جزء كبير من المدينة
باب القصر ليس هو الباب الأصلي .. وإنما الباب الأصلي كان من الجرانيت .. والمكان الذي يدخل فيه مفتاح القصر كان عبارة عن دائرة قطرها حوالي 5 سم وكان من الجرانيت أيضاً ويحمله عدد من الناس الأقوياء ( ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة )
أعند دخولك القصر تجد أمامك كرسي العرش .. وأسفله توجد حفرة كبيرة مخيفة . كلها مظلمة .. وتمتد للأسفل بعمق 3 أدوار .. وبها جثة قارون وأمواله كلها ، وهو مكان الخسف و كان للقصر 3 أبواب تقترب معاً من كرسي العرش شيئاً فشيئاً و الكرسي من الذهب .. وجميع ملابسه مُذهّبة و يوجد على جانبي الكرسي سلمين احدهما للأعلى والآخر للأسفل وهذا السلم يوجد في احد جوانبه دهاليز وممرات مخترقة القصر عبر الأرض وتفتح خارج المدينة اما الطابق الثانى توجد 3 خزائن كان بها الذهب .. وهي فارغة طبعاً الآن
وفي الطابق الثالث مكان العبادة .. حيث كان يعبد إلهين مرسومين على الجدار .. وهذا الطابق أكثر الطوابق تضرراً .. فهناك تهدم شديد في سقفه .. حتى أنك تشاهد الفيوم من أعلى القصور بسهولة .. ومن هذا الطابق تشاهد المدينة التي كانت تحيط بالقصر والتي كان يسكنها قوم قارون
والجدير بالذكر أن القصر مبني بنفس طريقة بناء الأهرامات .. بدون أسمنت ولا أي مادة للبناء تربط بين الأحجار .. فقط أحجار بجانب بعضها لكنها ملتصقة جداً وذلك عن طريق تفريغ الهواء كما كان يفعل الفراعنة في كل مبانيهم .. عن طريق وضع الحجر الأول .. ثم وضع مادة كيميائية عليه تقوم بسحب الهواء المحيط .. ثم وضع صخرة أخرى عليه قبل دخول الهواء .. وبذلك يلتصق الحجران ولا يتفرقا إطلاقاً إلا إذا دخل بينهما الهواء مرة أخرى .. وهذا مستحيل !
-->