انفجر صاروخ فضاء هندي في الجو بُعيد إطلاقه بوقت قصير ليقطع بذلك عليه الرحلة التي كان يُفترض أن ينقل خلالها قمر اتصالات إلى الفضاء الخارجي.
وأظهرت لقطات تلفزيونية منقولة على الهواء مباشرة الصاروخ وهو يختفى وسط سحابة كثيفة من الدخان، وذلك بُعيد لحظات فقط من إطلاقه من قاعدة "سريهاريكوتا" بالقرب من مدينة تشيناي (مدراس)، عاصمة ولاية تاميل نادو الهندية، والواقعة على شاطئ الكورومانديل في خليج البنغال.
وقالت منظمة الفضاء الهندية إنها بدأت تحقيقا لمعرفة السبب الذي أدى إلى انفجار سفينة الفضاء.
وتُعرف مركبة إطلاق صواريخ الفضاء الهندية اختصارا بـ "جي إس إل في" (GSLV)، وكان يُفترض أن تدور حول الأرض على ارتفاع ثابت.
وقد انفجرت السفينة خلال المرحلة الأولى من الرحلة التي كانت قد أُطلقت السبت، حيث كانت تحمل على متنها صاروخ الاتصال الفضائي "جي إس إيه تي-5بي" (GSAT-5P).
وتعليقا على الحادث، قال كي رادهاكريشنان، رئيس منظمة بحوث الفضاء الهندية: "لقد كان أداء الصاروخ طبيعيا حتى الثانية 50 (بعد انطلاق الرحلة). لكن طرأ بعدئذٍ عطل كبير في أجهزة الارتفاع بداخله، الأمر الذي أدى إلى تحطُّمه".
وأضاف: "لكن، يتعيَّن علينا الآن أن ندرس بالتفصيل السبب الذي أدى إلى حدوث هذا الانقطاع المفاجئ".
يُشار إلى أن الهند كانت قد أطلقت بنجاح خلال السنوات الماضية أقمارا اصطناعية أخفَّ من القمر الذي كانت تسعى إلى إطلاقه السبت، لكنها واجهت مشاكل بإرسال حمولات أثقل إلى الفضاء.
وتسعى الهند لزيادة حصتها في سوق إطلاق الأقمار الاصطناعية التجارية المتنامية، إذ تقول إنها ترغب بإرسال رحلة مأهولة إلى الفضاء في عام 2016.
"سباق فضائي"
وقد تحدثت التقارير مؤخرا عن بدء نوع من "سباق الفضاء في العصر الحديث" بين روسيا والهند من جهة، والصين من جهة أخرى، وذلك لإنزال مركبة غير مأهولة على سطح القمر.
فبعد أشهر من المفاوضات، بدأ المهندسون الروس والهنود العمل في مهمة لإعداد مركبة فضائية غير مأهولة. ومن شأن ذلك أن يتمخض، في حال نجاحه، عن هبوط سفينة فضاء صغيرة بأربع عجلات على سطح أقرب جرم فضائي إلى الأرض.
ومن المقرر إطلاق السفينة الفضائية في عام 2013 ليتزامن الحدث مع الهبوط المتوقَّع لسفينة الفضاء الصينية "شانج إي 3" على سطح القمر.
وأيَّا كان الفريق الذي سيصل أولا إلى هناك، فإن السفينة التي تسبق ستكون أوَّل مركبة من صنع البشر تقوم بمهمة على سطح القمر منذ سفينة الفضاء السوفياتية "لونا 24"، والتي عادت إلى الأرض بعينات من تربة القمر في عام 1970.
وتشمل البعثة المشتركة، والمعروفة في روسيا باسم "لونا الموارد" وفي الهند باسم "تشاندرايان 2"، مسبار فضاء هندي الصنع ومنصَّة هبوط من صنع روسي سيطلقها صاروخ هندي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق